أمنية مجدي عروس الزميل المعتقل عمر عبد المقصود تكتب : عامان ولا عيد مر .. هذا العيد مرعب

هذا العيد مرعب .. لا أتوقف عن التفكير بهذه الطريقة،  لا أراه عيدا من الأساس،   أيام مرعبة فقط ، تفصلنا عن جلسة المرافعة والحكم. في الرابع والعشرين من سبتمبر القادم،  اللحظة الحاسمة، إما أن تكون نهاية لكل الأحلام أو البداية،.. فقط القاضي يقرر أن يقتلنا أو يحينا من جديد.
عمر أيضا يشاركني الرعب فيرسل لي أنه خائف جدا من اقتراب موعد الجلسة، يتخبط بين الخوف من القدر وبين الثقة في أن الله لن يزيد عليهم الظلم ولا علينا، ولا أعرف من أين يأتي بتلك الثقة؟!
وتوقفت عن حساب الأعياد التي تمر بدون عمر، بل توقفت عن اعتبارها أعيادًا. أعياد الميلاد ،الأعياد الدينية .. أتذكر أنني منعت عائلتي، أو أي شخص قريب مني من الاحتفال بعيد ميلادي فلا عيد هنا، عامان ولا زلت أرى أن الحياة توقفت تماما، أو أن الوقت لا يمر، فأنا لا أكبر ولا عيد يأتي ولا عمر يأتي !
يقول عمر ” أكل ذكرى ميلاد تعتبر عيدا ؟ ” أتسمر أمام كلماته .. يخالجه نفس شعوري ..، حُبسوا عمر و هو في السابع والعشرين من عمره و مر عامان ونصف،  عندما يسألني أحدهم عن عمره،  أجيب سبعة وعشرين ! توقف الوقت، أو العقل .. لا أعرف !
أعود إلى ذلك الرعب، أحاول التوقف عن التفكير بتلك الطريقة، يلجأ لي عمر في رسائله أتمنى لو أستطيع طمأنته في رسائلي .. صدقا لا أعرف ، يقول لي إنهم يرددون في السجن أن اسمه  ضمن المعفو عنهم .. أتجاهل الجملة .. أكره الأمنيات، و أكره أن أتعلق، أو يتعلق هو بأي أمل فترتفع الآمال عنان السماء ثم نسقط في القاع .. وفي القاع لا مخرج يا عمر !  لن أفعل ذلك يا عمر،  لن أعطيك أملًا، ولن أسلبه منك أيضا .. سأنتظر، أو بالأحرى سننتظر القدر و ما يخبىء لنا !
صدقا هذا العيد مرعب ! تطاردني أفكار عن النهاية .. نهاية الحب .. الحلم والأمل .. نهاية لكل ما كان وما سوف يكون .. أخاف من حكم القدر ولكن لا مفر !
في العيد تجتمع العائلة وأقرر الاختفاء في المنزل .. منذ حبس عمر وفي كل عيد نجتمع ويرمقني الناس بنظرات الشفقة والعطف و أكرهها و البعض الآخر يسأل .. لا عن عمر . بل إلى متى أنتظر وماذا أنتظر ؟! ..
كلماتهم : توقفي عن الكتابة، عن النشر، توقفي عن لفت الأنظار، فذلك لن يجدي نفعا لعمر بل سيضرك  فقط !..       فتوقفت أنا عن الذهاب لتلك التجمعات العائلية اللعينة !
أما عائلة عمر فدائما ما يدعونني إلى قضاء العيد معهم و دائما ما أهرب ! فلا عيد  ! ثم أنني أرتطم بالواقع وعدم وجود عمر وأنا بينهم ! أستشعر عدم وجوده أكثر .. أتألم أكثر .. يبحثون عن عمر في وأبحث عنه فيهم !
لكنني توقفت عن البحث .. سأقضي هذا العيد أو بالأصح تلك الأيام الفاصلة عن البداية أو النهاية، وأنا أبحث عن طريقة للنشر عن عمر، وإخوته وقضيتهم، أبحث عن تضامن الآخرين معنا قبيل الجلسة، أبحث عن ضمير حي .. عن قلب .. عن عقل .. عن إنسان بيده قرار  أن نبدأ حياتنا لا أن ننهيها.
نقلا عن البداية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق