ابراهيم الدراوى صحفي وفنان وناقد .. نجاحه كان سببا في المؤبد

“تنقل إ

ابراهيم الدراوى بين خمسة سجون مصرية كان من أبرزها العقرب والمزرعة وهو الآن لا يزال يقبع فى سجن ليمان طره ، حيث مورست عليه أشد ألوان العذاب النفسى والبدنى مرورا بالضرب والسحل والسب بأقذر الألفاظ ورغم كل هذا العذاب لم يزل الدراوى بفضل الله صامدا واثقا فى الانتصار ، السجن رغم لم يفت ابدا في عضده بل زاده عزيمة واصرارا على استكمال السير في الطريق الذى ارتضاه لنفسه وهو كلمة الحق التى تعلو ولا يعلو عليها”.

الدراوى

سيرة النجاح

ابراهيم الدراوى كان فنانا قبل أن يكون صحفىا مصرىا بارزا ومعروفا في نقابة الصحفيين باستقلاله وصدق كلمته حينما عمل بمهنة البحث عن المتاعب عام١٩٩٤ في بعض الصحف الحزبية والخاصة وكان كل همه أن يبدع فى هذه المهنة التى عشقها منذ أن تخرج من معهد المعلمين.

تخصص الداراوى في الدراما في قسم الفن أثناء دراسته في كليه التربية بجامعة الأزهر نبوغه جعله أول ما يرد على ذهن من يذكر هذا القسم  وبرز أسمه في عدد من الاصدارات المصرية والعربية.

وراح يستكمل المسار حينما درس في معهد الفنون المسرحية قسم الاخراج و التمثيل دراساتا حرة ثم أصبح عضواً في جمعية كتاب ونقاد السينما ، حدث كل ذلك قبل أن يتحول إلى الملف الفلسطيني في ٢٠٠٥ والذى برع فيه أيضا حتى أصبح من أهم الكتاب والمحللين السياسيين في هذا الملف على المستوى المصري والعربي والدولي .

تخصص الداروي في الشأن الفلسطينى جعله واحدا من أهم  المحللين السياسيين والصحفيين المصريين المستقاين الموثوقين لدى الفصائل الفلسطينية المختلفة من أقصى اليسار وحتى أقصى اليمين مروراً بالمستقلين وأساتذة الجامعات وجميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، وكان هذا النجاح الباهر دافعا لأن يؤسس مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة ويكون مديرا له، واعتبر هذا المركز واحدا من عشرات المراكز البحثية المتخصصة في الشأن الفلسطينى لكنه نجح نجاحا كبيرا فأصبح مصدراً معلوماتيا في الشأن الفلسطيني لمعظم الصحف المصرية والعالمية ووكالات الأنباء المحلية والعربية و الأجنبية.

اعتقال الدراوى

نجاح الدراوى ومركزه أغري كبريات الصحف القومية كالأخبار والأهرام ومجلة الإذاعة والتليفزيون على الاستعانة به لاجراء حوارات مع بعض القيادات الفلسطينية ، وفي هذا المضمار راحت الصحف المستقلة كالمصري اليوم تحذو حذو الصحف القومية وتستعين به في اجراء الحوارات وكتابة التحليلات حول الشأن الفلسطينى وهو ما أقدمت عليه كذلك بعض الصحف العربية والدولية وبعض وكالات الأنباء العالمية.

وفيما يبدو أن النجاح الكبير الذى حققه الدراوى الصحفي البارع في الشأن الفلسطينى كان سببا أيضا في تعاسته، وكما كان متفردا في نبوغه كان أيضا متفردا في طريقة اعتقاله ،حيث تم القبض عليه في ٢٠١٣/٨/١٦ خارج ستديو التصوير بعد انتهاء استضافته في برنامج “ساعة مصرية” مع الإعلامي تامر أمين ، بقناة روتانا مصرية ليتم تلفيق القضايا له ويقضي حكما بالمؤبد في القضية رقم ٣٧١ بالتخابر مع حماس ظلماً وزوراً رغم أنه كان حاصلا على الأذن بكل حواراته مع الجانب الفلسطينى من قبل المخابرات العامة المصرية.

الدراوى ممثلا

يعلمنا الصمود

كل من تعامل مع ابراهيم الدراوى يشهد له بالشجاعة والجرأة فى قول الحق وانصاف المظلوم حتى لو كان ذلك على حساب سعادته وهو ما جعله شخصا مشهودا له بالنزاهة والصدق لدى جميع من يعرفونه وهم بالمناسبة ينتمون لكافة ألوان الطيف الفكري في مصر لدرجة تجعل كل صاحب طيف فكري يعتبرونه ينتمى اليهم نظرا لوسطيته وجرأته في قول كلمة الحق التى كان دائما يوصى أسرته بالتمسك بها أينما كانت .

ففي عتمة الزنازنة وقسوة الجلاد اوصى الدراوى زوجته واطفاله بعدم ترك فعالية واحدة رافضة للظلم إلا والمشاركة فيها ويحثهم أيضا على الصبر والثبات على هذه المحنة العظيمة التى فاقت قواهم بسجنه.

الدراوى1

حياته الاسرية

ابراهيم الدراوى هو أب لخمسة أطفال أما والده فقد أصيب بجلطة أدت إلى إصابته بشلل رباعى لا يمكنه مطلثا من الحركة وليس لدي أسرته التى تضررت بسجنه كثيرا لكونه العائل الوحيد لها أي مصدرللدخل.

وتقول عنه زوجته “الدراوى نعم الأب ونعم الزوج ونعم الولد فيوم الزيارة له في محبسه يكون لنا عيدا برغم كم المعاناة التى نعانيها فنحن ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لأن الحياة منذ أن تم اعتقاله متوقفة”

أما عن معاناة الزيارة فقالت زوجته “نعانى بشدة أثناء التحضيرللزيارة ، نسهر طول الليل لإعداد الطعام لنذهب به فى الصباح الباكر إلى السجن لزيارته وننتظر فى حر الشمس لساعات طويلة ولكن كل ذلك يهون حين زيارته والاطمئنان عليه”

وتضيف” الدراوى متعلق جدا بأسرته ووطنه الذى عاش فيه فقد عرض عليه السفر للعمل في الخارج فى بدأبه حياته مرات عديدة إلا أنه رفض وأصر على العيش فى موطنه”.

علمنا الصبر

وروت السيدة زوجته عنه العديد من المواقف الإنسانية المؤثرة منها أنه كان ذات مرة يؤدى صلاة الجمعة وعندما فرغ منها جذبه شخص ما جانبا وقال له إن إبنك قد صدمته سيارة وهو الأن فى المستشفى ، الدراوى لم يجزع ولم يفكر في الانتقام ولكن كان أول شئ فكر فيه هو العفو عن صاحب السياره التى صدمت إبنه وعندما وصل إلى المستشفى ورأى صاحب السيارة قال له اذهب إلى حال سبيلك وسط اندهاش الأطباء والأهالى.

وأضافت “حال عودته إلينا سالما سوف تعود الحياة لنا أما عن الاستقبال حينما يأذن الله بذلك فسيكون شيئا لا ينسي”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق