بيان من المرصد العربي الدرواي وشوكان 600 يوم حبس.. أنقذوا حياتهما

6 أبريل، 2015 ·

أكثر من 600 يوم مرت على حبس الصحفي إبراهيم الدراوي والمصور محمود أبو زيد شوكان، هي جريمة بكل المقاييس في دولة ينص دستورها في مادته 71على منع الحبس في قضايا النشر والإعلام.
600 يوم تمر كستمائة عام على صحفي ومصور في غياهب السجون، في زنازين عفنة لاتليق سوى بعتاة المجرمين، يحرمون فيها من أبسط حقوق الإنسان، لايرون فيها الشمس إلا قليلا، ولا الهواء النقي إلا نادرا، ولايرون أسرهم وأبنائهم إلا من خلف أسلاك شائكة وألواح زجاج غليظة تحرمهم من التواصل الانساني مع ذويهم الذين يقضون أياما وساعات من العذاب المبين في رحلة الزيارة الدورية لهم والتي تمنع في مرات كثيرة دون إنذار مسبق.
لم يقترف الدرواي وشوكان جرما يستوجب حبسهم طيلة هذه المدة، بل لم يقترفا خطأ ولو بسيطا يستوجب حبسهما لساعات، كل جريمتهما أنهما يحملان قلما أو كاميرا، كل جريمتهما أنهما صحفيين.
لقد اعتقل شوكان خلال آدائه لعمله في تغطية فض اعتصام رابعة يوم 14 اغسطس، خرج كغيره من الصحفيين والمصورين استجابة لنداء وزارة الداخلية التي دعتهم للتغطية في حمايتها، لكنه لم يلبث أن وجد نفسه مقبوضا عليه مع زميلين أحدهما فرنسي والآخر أمريكي تم الإفراج عنهما لاحقا والابقاء عليه هو فقط مع مئات غيره من المعتصمين ممن احتجزوا في اليوم ذاته، ورغم الإفراج عن غالبيتهم لاحقا إلا أن السلطات المصرية أبقت على شوكان دون جرم ارتكبه
اما إبراهيم الدراوي فلم يكن مشاركا في اعتصام بل لم يكن موجودا في مصر طيلة فترة الاعتصام، وفي اليوم الذي وطأت قدماه ارض مصر( يوم 16 أغسطس 2013)، خرج من المطار مباشرة للمشاركة في أحد البرامج التليفزيونية في قناة روتانا مصرية وفقا لموعد محدد سلفا، وما إن خرج من القناة حتى وجد رجال الشرطة في انتظاره، واقتياده في سيارتهم إلى مقر أمني، حيث تم توجيه تهمة التخابر مع حماس له، وللعلم فإن الدرواي صحفي متخصص في الشأن الفلسطيني، ولذا فهو يلتقي قادة فلسطينيين من كل الفصائل بمن فيهم قادة حماس، وقد أسس مركزا بحثيا متخصصا في الدراسات الفلسطينيية.
ومن المؤسف إن إعلاميا مصريا هو تامر أمين مقدم برنامج ساعة مصرية على قناة روتانا مصرية الذي استضاف الدراوي في تلك الليلة اعترف في لقاء تليفزيوني قبل عدة أيام أنه من قام بتسليمه للشرطة، حيث تلقى اتصالا من وزارة الداخلية أثناء الفاصل أبلغهم خلاله أن الدراوي سيخرج من باب بعينه في مدينة الانتاج الإعلامي ليتم القبض عليه بسهوله، وهذا عمل مناف لأبسط قواعد ميثاق الشرف الإعلامي، واخلاقيات المهنة، وهو ما يستوجب مساءلة هذا الإعلامي على هذه الفعلة الآثمة.
ومرة تلو الأخرى تأمر النيابة المصرية ثم المحاكم بتجديد حبس الدراوي وشوكان حتى تجاوزت فترات حبسهما الإحتياطي الـ 600 يوم، تغيرت خلالها ملامح وجهيهما من الحبس الانفرادي في زنزانات غير صحية لاترى الشمس ولا الهواء النقي.
ويهيب المرصد العربي لحرية الإعلام والتعبير بنقابة الصحفيين والنقابات الإعلامية الأخرى في مصر والمنظمات الحقوقية الدولية التحرك لانقاذ حياة هذين الصحفيين ومعهما اكثر من مائة صحفي ومراسل ميداني في السجون المصرية المختلفة التي شهدت مؤخرا حالات وفاة متعددة لسجناء سياسيين نخشى أن يلحق بهم سجناء صحفيون.

محمود أبو زيد شوكان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق