د. الهام محمد شاهين يكتب: رجال فقدوا عذريتهم

كثير من الناس يظن أن العذرية هى أمر خاص بالمرأة فقط , ويحصر معناها فى ذلك الغشاء الدال على بكارة المرأة , إلا أن العذرية اعتبرت فى كثير من المجتمعات والثقافات فضيلة من الفضائل الخاصة بالمرأة والعائلة ؛ ولذا اعتبروا فقدان العذرية دليلا على فقدان الشرف وفضيلة الحياء والخجل والأمانة ؛ ومن هنا اتسع مدلول الكلمة ليشمل الأشياء فسميت الأرض التى لم تطأها قدم إنسان بالأرض العذراء والأرض التى لم تزرع وتحرث بالأرض البكر , وشملت العذرية كذلك الرجال ففى المسيحية ما يسمى ببتولية المسيح لأنه لم يتزوج وكذلك لأنه رمز للشرف والحياء والخجل والأمانة .
ومن هذا المنطلق يصبح للرجال عذرية , وفى زمننا نجد الكثير من الرجال فقدوا عذريتهم وانطلقوا بعهر بالغ ينشرون فساد أخلاقهم وسوء سلوكهم عبر وسائل الإعلام المسخرة لهم من صحف ورقية ومواقع الكترونية وقنوات فضائية كل هذا سعيا منهم كى يفقد المجتمع عذريته كما فقدوا هم عذريتهم فالعاهر يريد إفساد كل من حوله حتى لا يكون هناك شريف يشعره بنقص خلقه , ولذا كان سعى هؤلاء حبا فى إشاعة الفاحشة فى الذين آمنوا وتعاموا عن قول الله تعالى
” إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ..” النور 19 وسعوا بكل جد لنشر الفساد ووجدوا الأعوان
وحين وجدوا الوسائل التى تنشر فسادهم كان عليهم إتباع الطريقة التى تفسد مجتمعاتهم
ولم يجدوا سبيلا إلى ذلك إلا محاولاتهم لهدم القيمة الأخلاقية والدينية متمثلة فى نبع العلم الدينى الأزهر الشريف وما يقدمه من علم نافع معتدل صحيح , ومحاولة تشويه من يقوم على التعليم والتدريس والدعوة والتوجيه به من علماء أفاضل ؛ فسعى كل رجل من هؤلاء الرجال الذين فقدوا شرفهم وأمانتهم وتوارى الحياء والخجل من نفوسهم ووجوههم كل فى طريق ,
أولهم أبو حمالات الذى فقد عذريته مع ارتداء حمالته فسعى ليهدم القيم والأخلاق فى المجتمع من خلال محاولات بائسة يائسة لتشويه علماء الأزهر وحض الرئيس السيسى على هدم المؤسسة الأزهرية السنية سعيا منه لتقديم البدائل الشيعية التى أفقدته عذريته وأصبح لا يستطيع أن يقول لها لا ويبذل طاقته لنشر الفكرالشيعى وخرافاته وأباطيله .

— والثانى أبوباروكة الغيطى الذى فقد عذريته بعد ارتداء باروكته هذا الذى يتهم الأزهر بأنه مفرخة للإرهابيين وويطالب بغلقه ويتجاهل اعتراف العالم شرقا وغربا باعتدال منهج الأزهر الفكرى بل وعقدت البلاد العربية والغربية الاتفاقيات مع أزهرنا الشريف لنشر صحيح الدين , هذا الدعى أبو باروكة هو أكثر الناس فسادا بما تجده من فيديوهات على اليوتيوب تنشر فضائحة الدينية والأخلاقية .
والثالث النصاب الكذاب مصطفى راشد الذى يدعى أنه من علماء الأزهر وينشر الكذب والأباطيل وينكر صحيح الدين ويفتى بغير علم فيحل الحرام ويحرم الحلال ويثير الشبهات ويتجرأ على كتاب الله مستغلا هروبه خارج البلاد وضعف القانون الذى لا يجرم ازدراء الأديان ولا يضع عقوبة لارتداء الزى الأزهرى لغير أهله من علماء الأزهر الشريف فيرتديه زورا وبهتانا وهوالمحامى النصاب المزور الذى يخلع كل يوم دينا كما يخلع ويلبس فى الزى الأزهرى فيعلن تنصره ثم ينكر تنصره ويظهر إسلامه ثم ما يلبث أن يشهر علمانيته ولدينا الأدلة التى تثبت كل ما نقول .
والرابع المدعو إسلام والإسلام منه براء الذى يتجرأ على العلماء وتراثنا الإسلامى ويرفض كتب السنة , يدعى العلم وهو يجهل قراءة القرآن ولا يتقن نطق اسماء الرجال
وهو لم يفقد عذريته فقط مقابل حفنة دولارات بل إنه أظهر عورته الفكرية فى كل حلقاته التى نوقش فيها من قبل علماء الأزهر الشريف دون خجل ولا حياء كل هذا وصوره المشينة وعلاقاته المريبة تملأ المواقع الإلكترونية على مرأى ومسمع كل من يريد .
وغير هؤلاء كثير من الرجال والنساء الذين اتخذوا من التطاول على الأزهر الشريف أسلوبا ممنهجا ومن إنكار صحيح الدين عقيدة ومذهبا ومن الدعوة إلى الفواحش والموبقات ديدنا .
ولكن دعونا نتساءل ما الذى أفقد هؤلاء عذريتهم وأمانة كلمتهم وشرف وظيفتهم وأزال حمرة الخجل من وجوههم فجعلها كالحة كنفوسهم ؟ هل هو المال أم الشهرة أم السلطة أم الهوى والرغبات الفكرية الشيطانية ؟
وإذا كان هذا هو الدافع لهم وقد تحقق لهم ما يريدون من مال أو شهرة أو غير ذلك
فما الذى يجعلهم يستمرون بعد أن حققوا ما يريدون ؟
إنه المجتمع الذى يٌقبل عليهم ويستمع لبرامجهم ويردد أقوالهم ويتداول أفكارهم ويدخل على صفحاتهم فيشجعهم على الاستمرار ؛ ويضمن لهم الأمان المادى والدعم المعنوى والسلطوى من شياطين الإنس , ذلك المجتمع الذى يسعون لإفساده هو الذى يعمل دون أن يدرى على بقائهم واستمرارهم ويصدق كذبهم ويسأل عن أباطيلهم ولقد صدق رسولنا الكريم حين وصف حال الناس فى هذا الزمان فقال صلى الله عليه وسلم ” ” سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خُدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ , وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ , وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ , وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ” . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ : ” الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَةِ ” فاحذروا من تصديق الكذابين وتكذيب العلماء الربانيين وأن تعطوا الأمانة والثقة للخائنين وتنزعوها عن أهلها من أهل الصدق والدين واتبعوا أمر الله تعالى إن كنتم مؤمنين قال تعالى
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين” [التوبة: 119].

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق