علا بركات تكتب: دراما رمضان.. تشوية الصحفيين وتبرئة الشرطة

بعد نهاية شهر رمضان أو شهر المسلسلات الدرامية وسباقها المحموم لجذب المشاهدين, لم يقتصر الأمر علي الدراما البريئة بل حملت الدراما الموجهة رسائل ضد كل من يمكن أن يقف في وجة الدولة خصوصا الصحفيين وموقع الفيس بوك

مسلسل الخروج

ففي مسلسل الخروج – وبصرف النظر عن أن الأسم غير مناسب للقصة كذلك أغنية التتر وبصرف النظر ايضا عن عدد القتلي الكبير وعدم وجود ضباط شرطة سوي ضابطان فقط -استطاع القاتل الإنتقام من معظم أبطال المسلسل بمن فيهم الضابطين

ما يهمنا هنا فعلا هو الرسالة المخفية التي حملها المسلسل في حلقاته

أظهر المسلسل أحدي الصحفيات بصورة مقرفة, فهي تعيش وحدها ولا ترفض معاشرة أي شاب يتودد إليها دون سابق معرفة وتبدل الشباب كما تبدل ملابسها

كما أنها سيئة التعامل مع الجميع – خصوصا الشرطة – ولا تتردد في نشر ما يضر أي قضية طالما سيعود عليها بالشهرة

ولا تمانع من نشر مقال لها علي موقع الفيس بوك بعد أن رفضه رئيس تحرير الجريدة التي تعمل بها للضرر الذي سوف يسببه للرأي العام, وحين عنفها بألفاظ قبيحة وطالبها برفعه فورا من صفحتها الشخصية , سجلت كلامه ونشرته علي موقع التواصل الإجتماعي:

” عشان الكل يعرف رئيس التحرير بيقول ايه ”

بينما في الحلقة الأخيرة قال القاتل – الملتحي بالمناسبة – هي الصحافة كده تبرئ المجرم وتتهم الغبي

الرسالة هنا واضحة جدا وهي عدم الثقة بالصحفيين أو الصحفيات لأنهم يبحثون عن الشهرة فقط بصرف النظر عن التضحية بالأخرين, وعدم تصديق موقع الفيس بوك لأن ما ينشر به هو مجرد تصفية حسابات بين هؤلاء الذين لا يريدون مصلحة الوطن

مسلسل هي ودافنشي
مسلسل هي ودافنشي

في مسلسل هي ودافنشي – وبصرف النظر عن قصة الحب الرومانسية الحالمة الغريبة بين البطل والبطلة – جاءت المفاجأة في نهاية المسلسل حين اعترف دافنشي – المظلوم الذي سجنه لواء بالداخلية 15 سنة ظلما دون علم الداخلية – اعترف بأنه كان طفل شوارع يبيع المخدرات, التقطه أحد الفنانيين وعلمه القراءة والكتابة والرسم والتزوير, ثم التقطه أحد رجال الأعمال سيئ السمعة وصنع منه صحفيا وبطلا يرسم الكاريكاتير ويحرج الحكومة ويقف مع المظلومين قبل أن يطيح به أحد رجال الأعمال الذين كان بيتزهم بمقالاته ليذهب إلي السجن ثم تحترق سيارة الترحيلات ويظن الناس أنه قد مات لكنه يفقد الذاكرة واستغله لواء الشرطة لرسم لوحات يبيعها لحاسبه الخاص وتزوير أوراق لصالح رجال الأعمال الكبار

ثم قصة لواء الشرطة الفاسد نفسه والتي تؤكد أن الفساد بالداخلية فردي ويحدث دون علم المسؤولين ليتم إلقاء القبض عليه ويحاكم هو وابنته بتهمة لم يرتكباها لكنه يصاب بالجنون والشلل بينما تظل ابنته محبوسه

مسلسل مأمون وشركاه
مسلسل مأمون وشركاه

وفي مسلسل مأمون وشركاه, وفي كل مرة يأتي الحديث عن موقع الفيس بوك يؤكد عادل إمام انه موقع:

” ناس فاضية وعواطلية مافيش وراهم حاجة غير الكلام الفاضي ومش لازم نصدق أي حاجه بتيجي فيه”

مسلسل الميزان
مسلسل الميزان

وفي مسلسل الميزان – والذي هو نسخة مكررة من مسلسل الخروج بنفس الشخصيات: المحامية المطلقة التي أخذ زوجها ابنها منها, وضابطي الشرطة الأصدقاء اللذان يبحثان في قضية القتل – تورط ضابط الشرطة في جريمة قتل شابة. أبنة رجل أعمال – لا تمانع من الدخول في علاقة مع أي شخص – ثم دس أدلة اتهام لمقدم برامج ولكن المحامية – طليقته – استطاعت تبرئة المظلوم وجاءت بالأدلة علي تورط زوجها في القتل – وهي مهمة الشرطة أصلا – وتم القبض الضابط بينما صديقه المقرب ذهب للقبض علي أحد الوزراء من مكتبه بالوزارة

وهكذا, حملت بعض المسلسلات رسائل تنم عن اتجاه الدولة حاليا لتشوية سمعة الصحافة والإعلام وتوضيح براءة جهاز الشرطة من أي فساد وإلصاق هذا الفساد بأفراد قلائل منهم ومعاقبتهم بما يستحقون

مسلسل يونس ولد فضه
مسلسل يونس ولد فضه

بينما في مسلسل يونس ولد فضة كان البطل متزوجا من أخت ضابط شرطة ساكت عن تجارته في الآثار وتدخينه للمخدرات حتي قرر زوج أخته الزواج عليها وهنا فقط قرر القبض عليه أو اعتقاله حتي يموت – كما جاء علي لسانه – لكنه عدل عن تلك الفكرة في اللحظة الأخيرة حين عادت أخته إلي زوجها

فهل عدنا إلي زمن الإعلام الموجهة الذي يحمل رسالة علي هوي الدولة  أم أن الأمر مجرد صدفة ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق