الشاعر في رسالة من محبسه: طفلتى سألتنى متى ستعود؟

أرسل محمد الشاعر الصحفي بموقع وصحيفة المنارة والمسجون بسجن طرة على ذمة القضية ٧٩٩ لسنة ٢٠١٦ حصر تحقيق نيابة أمن الدولة العليا والمتهم بنشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة الاخوان المسلمين ، رسالة من محبسه يعبر فيها عن لهفته لمشاهدة مولودته الجديدة “مريم” التى ولدت اثناء سجنه وكيف ان ابنته “ملك” توقعت بكل براءة حينما زارته مؤخرا انه سيعود معها.

وانهى الشاعر رسالته بعبارة انه لا يزال ينتظر الجواب على سؤال أتسائل متى ينتهي هذا العبث والظلم في بلادنا؟

وقال الشاعر في رسالة من محبسه بعنوان “لحظات صعبة”رزقني الله عز وجل في نهاية العام الماضي بطفلة أنعم الله عليّ وأسميتها “مريم”.

كانت لحظات صعبة عليّ داخل السجن وهي تُولد ولم أتمكن من رؤيتها، كم كنت وقتها أتمنى أن ألمسها وأمسح على رأسها وأرفع الأذان في أذنيها، لكن القدر منعني من كل ذلك

ربط الله عز وجل على قلبي وظللت أتخيل شكلها طوال الوقت، اشتاق قلبي لرؤيتها لكن لا ظروف الجو البارد ولا مرض زوجتي سمح بذلك.

مر أكثر من شهر وكتبت مقال أعبر فيه عن شوقي لرؤيتها رغم أنني أخشى عليها من أحوال الطقس السئ ومشقة السفر والمواصلات، ونبهت على زوجتي بعدم الزيارة حتى تتحسن صحتها والظروف الجوية، لكنها فاجأتني بالزيارة الخميس الماضي وبصحبتها صغيرتي المولودة “مريم” وصغيرتي الكبرى “ملك”.

في البداية حزنت جدًا لعلمي بمشقة السفر وسوء الأحوال الجوية ولكني لم أتملك دموعي عندما رأت عيني طفلتي واقشعر جسدي عندما لمست يدها وضحكت الدنيا في وجهي عندما استيقظت من نومها ورأيت عينيها الجميلتين.

ظللت طوال الزيارة التي استمرت نحو ساعة احتضنها وأحاول حفظ ملامحها، لكن للأسف مر الوقت وكأنه خمس دقائق، وبأمر من عسكري انتهت الزيارة، فكانت لحظات صعبة أخرى عليّ في وداع صغيرتي التي لم تشبع عيني منها، ولم أحفظ ملامحها بعد.

وأما صغيرتي “ملك” ذهبت سريعًا لأنها لم تجد مني جوابًا شافيًا لسؤالها “هترجع البيت أمتى يا محمد”.. هكذا تناديني وقليل ما تناديني يا بابا.

ذهبت صغيرتي “ملك” مسرعة لأنها لم تقتنع بعد بإجابتي الكاذبة لها وكذلك لم تقتنع بعد بأنني في سجن رغم عني، لأن عقلها الصغير يسألها ويسألني “هو انت عملت إيه يا محمد علشان تدخل السجن”.

أخبرتها أنني لم أفعل شئ “والله ما عملت حاجة يا ملك”، ولكن خشيت أن أخبرها بأن تهمتي هي الكاميرا، فتظن أنني أكذب عليها وأستغل طفولتها.

لعلها تكبر وتعي أن بلادنا الصحافة فيها أصبحت جريمة والكاميرا أيضًا “حرزًا” وتهمة.

أتسائل متى ينتهي هذا العبث والظلم في بلادنا؟

متى نعيش في دولة تحترم حرية الرأي والتعبير وتحترم الصحافة والصحفيين؟!

ومازلت في انتظار الجواب…

الشاعر 1 الشاعر2

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق