شيخ الاصلاحيين بمصر هشام جعفر

بقلم الدكتورة منار الطنطاوى

يكفيني أن اعرف بكوني زوجة شيخ الاصلاحيين هشام جعفر ، إننى زوجة هذا الرجل الصامد الذى تغلب و تحدى عقبات كثيرة بقوة عزيمته و إيمانه. هو مسلم أقرب إلى الصوفي الذى يعيش مع الله و ينتهج بنهج القران الكريم.

طوال سبعة و عشرون عاما لم أرى منه إلا أقوالا و أفعالا يؤمن بها عن حق حيث لا مكان للزيف و النفاق فى خلقه، جاد دائما، قليل الكلام كثير الأفعال، متجنب للشهرة ، معروف لدى كافة المؤسسات و المنظمات المحلية و الدولية – التى تعمل فى مجال المرأة و الوساطة و الحوار- و المعروف بعشقه الشديد للوطن و عدم انتمائه الى أحزاب أو فصائل سياسية . و من هنا كانت صدمة المجتمع المدني و العاملين فى مجال الصحافة و الاعلام إثر خبر اعتقال شيح الاصلاحيين فى مصر هشام جعفر يوم الاربعاء الحادي و العشرون من أكتوبر 2015.

لم تكن الصدمة بسبب خبر فقط و لكن ما احيط به من حديث عن مؤامرات كانت تحاك لزوجي منذ فترة ، و عن وشايات و خيانات من مقربين منه . لم نتوقف كأسرته امام تلك الأقاويل و الإشاعات و لكن ما هالنا هو كيف قررت السلطة اعتقال زوجي بناء على كل هذه السخافات و هو معروف للجميع بمصداقيته و علنية كل ما يقوم به من مشروعات ومبادرات ؟ كيف تلقي السلطة به فى سجن العقرب ليموت موتا بطيئا؟ كيف تمنع السلطة عنه دوائه و هم يعلموا جيدا بمرضه؟ . كيف تضعه فى زنزانة انفرادي و يمنع من التريض و يلقى فى العتمة و هو المصاب بضمور فى العصب البصري و لا يملك من الرؤية الا القليل؟ كيف تستولى على الاسطوانات والوسائط الالكترونية التى تحتوى تقاريره الطبية الخاصة ببصره و نحن لا نملك غيرها ؟ إلى هذا الحد يشكل ما تبقى من نظر هشام جعفر خطر على الامن القومى للبلاد فلابد له أن يعاقب حتى يصبح كفيفا؟ !

تخلى عنا من تخلى ووقف مخلصون بجانبنا حاولوا بكافة السبل معرفة السبب الحقيقي لاعتقال شيخ الإصلاحيين هشام جعفر أو التخفيف من أوضاعه السيئة داخل سجن العقرب، لكننا لم نصل لشىء رغم تكرارالمحاولات .

توجهنا الى الله بالدعاء أن يخفف عنا و عنه و عن كل ما هم مثلنا. فالزيارة ممنوعة و العلاج ممنوع و الطعام ممنوع و دخول الملابس الشتوية ممنوع و الغطاء ممنوع … إنه العقرب شديد الحراسة. اشتد الكرب بى و فى يوم من الأيام الاولى لشهر ديسمبر الماضي بعد صلاة العشاء وجدتنى امسك بهاتفى المحمول و اكتب بوست على صفحة هشام جعفر- HeshamGaafar على الفيس بوك بعنوان #زوجة _معتقل.

كنت اكتب و أنا لا أرى السطور و لا الكلمات وسط دموعى و مع كل كلمة تكتب كنت اشعر بقلبى يخفق و عرقى يتصبب على الرغم من برودة الجو. خلدت الى محاولة لإختطاف سويعات للنوم و استيقظت لأفوجىء بانتشار ما كتبت كانتشار النار فى الهشيم و فى الصباح تناقلت بعض المواقع الالكترونية الشهيرة و بعض الصحف ما كتبت بعنوان رسالة مبكية من زوجة هشام جعفر، و بعدها بأيام فوجئنا بفتح الزيارة فى العقرب و استطعنا إدخال الأدوية فقط و كذلك رؤية زوجى لأول مرة بعد شهرين كاملين.

و ما سوف يعجب له القارىء أنه و بعد نشر د مصطفى النجار – في جريدة المصري اليوم – للبوست الذي كتبته و انتشر عن حالة زوجي متسائلا بتأثر : “هل انقذتم الوطن من هشام جعفر؟” ردت وزارة الداخلية ببيان رسمى عن حالة هشام جعفر الصحية و انه يخضع للعلاج!!
و رغم كل الاحباطات ، لكننى أدركت أن ما تم نشره ساهم و لو قليلا فى تحسين أوضاع زوجى ، و هو ما أكسبنى ثقة فى نفسى و قررت – و أنا التى لم تخط فى حياتها مقالا أو تساهم بأي صورة فى العمل الاعلامي أن اتعلم و أخوض فى اعمال تعضددنى فى دفع الحملة الشرسة التى كانت مقررة للنيل من سمعة هشام جعفر و شاءت إرادة الله ألا تتم ، و منذ ذلك الوقت تغير مسار حياتى لاصبح أدمن صفحة هشام جعفر و بمساعدة أبنائى و بعض المخلصين استطعنا أن نحول صفحة هشام جعفر إالى صفحة رسمية تتناقل منها وكالات الانباء و الصحف الوضع الراهن لزوجي هشام جعفر.

لا أحب ان اطيل على القارىء و لكن ما دفعنى للكتابة هو تذكير الجميع بشيخ الإصلاحيين فى مصر الكاتب الصحفي والباحث و المفكر هشام جعفر ..لا تنسوا هشام جعفر و قضيته التى تخلو من أي أدلة اتهام أو إدانة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق