عادل صبري.. عامان في الحبس بلا جريمة

اليوم 3 أبريل 2020، يكمل عادل صبري، الكاتب الصحفي ورئيس تحرير موقع مصر العربية، عامه الثاني في السجن، بلا أي ذنب أو جريمة
أعوامٌ تسلم أعوام ولا يزال عادل صبري خلف القضبان، يفصله عن قلمه وبناته الأربعة ونجله بابٌ حديدي وأسوار، يوم يمر تلو الآخر تضيع معه أعمار، ليس لأنه ارتكب جُرمًا لكن لأنه حاول أن يمارس مهنته بإتقان.. لأنه جعل “المهنية” سمة ملازمة لمشواره الطويل منذ رئاسة تحريره للوفد وحتى تجربة مصر العربية – MasrAlarabia
قبل عامين، وتحديدًا في 3 أبريل 2018، ألقت قوات الأمن القبض على عادل صبري، على خلفية تقرير ترجمه الموقع عن صحيفة نيويورك تايمز.
استمرّ تجديد حبس عادل صبري بتهمة “نشر أخبار كاذبة” إلى أن قررت محكمة جنايات الجيزة إخلاء سبيله في 9 يوليو 2018، وهو القرار الذي لم يُنفذ، ففي الوقت الذي كان يقوم دفاعه فيه بإنهاء إجراءات إخلاء السبيل؛ جاءت المفاجأة بإدراجه في قضية جديدة وهي القضية 441، وكانت المفارقة أنها حملت ذات الاتهامات في القضية التي حُكم له فيها بإخلاء سبيله!
خلال العامين الماضيين مرّت على عادل صبرت أيام يعلم الله وحده كيف قضاها من شدة الحزن على أحبائه الذين فقدهم دون إلقاء نظرة الوداع عليهم أو حتى حضور جنازتهم.. في 4 أغسطس الماضي، أثقل كاهله الحزن على فقد شقيقته ورفضت وقتها نيابة أمن الدولة رفض الطلب المقدم من دفاع صبري بالخروج لتلقي واجب العزاء في وفاة شقيقته.
بعد شهرين فقط، فقد عادل صبري والدته التي كان يتمنى أن يمضي آخر الأيام إلى جوارها، وتقدم دفاعه بطلب لخروجه من محبسه بسجن القناطر، لتلقي العزاء في والدته، لكن الطلب تم رفضه كسابقه.
عادل صبري الآن على مشارف الستين، وصحته تتدهور كل يوم ويعاني من عدة أمراض داهمته من كثرة النوم على الأرض في البرد القارس خاصةً آلام العظام والمفاصل، وينام على فراش أرضي لا يتجاوز 55 سم عرضًا و170 سم طولًا، ولا توجد أدنى استجابة طبية لعلاجه نتيجة ضعف الإمكانات الطبية بالسجن، وهو الآن في خطر أكبر مع تفشي فيروس كورونا في العالم.
لقد أطلقنا نداءً قبل نحو أسبوعين، وطالبنا بإخلاء سبيل عادل صبري ولو بتدابير احترازية تحسبًا من إصابته هو وغيره من المساجين بفيروس كورونا، لكن لم يستمع لنا أحد!
إننا نتوجه بالسؤال لأي مسؤول في هذا البلد: ما الجرم الذي ارتكبه عادل صبري ليزج به في الحبس عامين ويعامل هذه المعاملة القاسية؟!
نحن لن نتوقف عن السؤال ولن نتوقف عن مطالبة نقابة الصحفيين بألا تدّخر أي جهد في سبيل الإفراج عن رئيس التحرير الذي لم يفعل شيئًا سوى أنه احترم الكلمة وقدّس حق المهنة صاحبة الجلالة التي مكث في بلاطها نحو 30 عامًا، شابًا وشيخًا، تلميذًا ومُعلمًا، وأهدته النقابة ذاتها إحدى جوائزها يومًا ما.
وقبل أن يبدأ عادل صبري أول أيام عامه الثالث في الحبس؛ تُذكر أسرته نقابة الصحفيين بمسؤولياتها والتزاماتها في الدفاع عن عادل صبري، والسعي الحثيث نحو إخلاء سبيله باعتباره رئيس تحرير محبوس على ذمة (قضية نشر)، وندعو جميع السلطات لإنهاء معاناته داخل السجن والإفراج عنه.
أسرة عادل صبري
3 أبريل 2020
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق