مصر تتراجع مركزين إلى 163 عالميا في مؤشر حرية الصحافة وتسستقر في المنطقة السوداء

كشف “دليل حرية الصحافة ” لمنظمة مراسلون بلا حدود عن العام الحالي 2019 عن استمرار تراجع مصر بين مجموعة دول “القائمة السوداء”، و التي تضم حاليا 19 فقط من بين اجمالي 180 دولة يشملها تصنيف هذا الدليل . و”مراسلون بلا حدود ” مقرها في باريس عضو استشاري بهيئات الأمم المتحدة ويعد دليلها السنوي عن حرية الصحافة مرجعا لهذه الهيئات و للبنك الدولي. وبمقتضي الدليل الجديد ، أصبحت مصر تحتل اليوم المرتبة 163 متراجعة بمرتبتين اثنتين عن الدليل السابق المعلن عام 2018. وعلما بأن التحاق الصحافة المصرية بالقائمة السوداء جاء بحلول إبريل 2017 ، حيث كانت مصر في المرتبة 161 ، وبعد أن سجلت تراجعا عن تصنيفات عامي 2013 ( 158) و 2016 ( 159) .
و وفقا لتقرير المنظمة عن العام  2019 الصادر الخميس (18 إبريل) ، فإن هناك  36 دولة إفريقية جنوب الصحراء أصبحت تتقدم الصحافة المصرية الأقدم والأعرق في القارة السمراء. وهذا من حيث حظوظ التمتع اليوم بالحرية وممارسة المهنية حسب التقرير الذي نشره الصحفي كارم يحيي في جريدة المشهد  . وإذا أضيف اليها ست دول عربية إفريقية أخرى ( تونس و المغرب والجزائر وليبيا و جزر القمر و موريتانيا) يتضح أن 42 من بين مجموع 55 دولة عضو بالاتحاد الأفريقي تتقدم على مصر في حرية الصحافة.. أي بنسبة 65 في المائة أو ما يزيد على ثلثي دول القارة. ومن بين هذه الدول ناميبيا التي تحتل المرتبة الأولى بين الدول الإفريقية و23 عالميا . ناهيك عن بوتسوانا (44 عالميا ) و مدغشقر (54) وملاوي (68) وبينين (96) وموزمبيق (103) وتنزانيا (118) وتشاد (122) وإفريقيا الوسطى (145) ،ودول أخرى . واللافت أن دولة أفريقية غير عربية واحدة تتخلف عن مصر ،وهي غينيا الاستوائية ( 165) كما تتخلف عنها أيضا إريتريا العضو المراقب بجامعة الدول العربية.
وتحتل مصر اليوم ـ وفق التصنيف الجديد ذاته ـ المرتبة الخامسة عشر بين دول الجامعة العربية (22 دولة ) . وتتقدمها جزر القمر ( الأولى عربيا و 56 عالميا ) ، وتونس الثانية عربيا ،والتي قفزت 25 مرتبه عن دليل العام السابق لتحتل ( 72 عالميا) ،فضلا عن لبنان والكويت وقطر وموريتانيا و الأردن وسلطنة عمان و الإمارات و المغرب وفلسطين ( الضفة وغزة ) و الجزائر والعراق و ليبيا على التوالي .وهكذا تتقدم نحو 64 في المائة من دول جامعة الدول العربية على مصر . ويتخلف عن ترتيب مصر عربيا سبع دول فقط، وهي وفق ترتيب الأفضل فالأسوأ نسبيا: الصومال و البحرين و اليمن والسعودية وجيبوتي وسورية و السودان. وعلما بأن التصنيف ذاته يضع تركيا في المرتبة 157 ويكيل لها الانتقادات تحت حكم الرئيس “رجب طيب أر دوغان “،كما يصنف إسرائيل في المرتبة 88 وينتقد ممارسات سلطات الاحتلال العنصرية والقمعية ضد الصحافة الفلسطينيين والزملاء الصحفيين الفلسطينيين . وبالمقابل تحتل رأس قائمة الدول الأعلى في حرية الصحافة عالميا النرويج تليها فنلندا و السويد وهولندا والدنمارك . ويضع دليل حرية الصحافة الجديد الولايات المتحدة في المرتبة 48 وفرنسا عند 32.
وأعرب دليل 2019 عن القلق إزاء ما وصفه بـ ” الواقع البائس” لحالة حرية الصحافة في منطقة الشرق الأوسط مقارنة بأقاليم العالم الأخرى. وخص الأوضاع في مصر بعبارات جاءت على النحو التالي :” في الشرق الأوسط يعاني صحفيون في السجون حتى بدون محاكمة كما في البحرين و مصر التي تراجع تصنيفها مرتبتين اثنتين خلال عام واحد وكذا في السعودية “..”ومن بين من حوكموا عسكريا إسماعيل الإسكندراني الصحفي المصري والمتخصص في الجماعات الجهادية بسيناء والذي لم يكن حاضرا عندما صدر عليه حكم بالسجن 10 سنوات “.كما حذر مما اعتبره ” اضطهادا تمارسه دول سلطوية في الشرق الأوسط كمصر والسعودية والإمارات وسورية حيث مازالت تضايق الصحفيين تحت عناوين مكافحة الإرهاب و الأخبار الكاذبة على شبكة الانترنت .كما تتعمد استخدام الموضوعات الدولية لوصم ومعاقبة التعليقات والتقارير الانتقادية “.
ويذكر أن ” دليل حرية الصحافة ” لمنظمة ” مراسلون بلا حدود” غير الحكومية يصدر بانتظام سنويا منذ 2002 ،ويعد مرجعا لمنظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي .ويقوم هذا الدليل العالمي على تصنيف الدول وترتيبها وفق معايير الحرية المتاحة للصحفيين في ممارسة المهنة ومراعاة قيم التعددية والاستقلالية والشفافية في وسائل الإعلام، فضلا عن الأطر التشريعية والبنية التحتية لوسائل الإعلام وامكاناتها و سلامة الصحفيين و مدى ممارستهم “الرقابة الذاتية ” .ووفق ما تقوله المنظمة فإن دليلها يستند الى تطوير استبيان من 87 سؤالا مترجم الى 20 لغة، بما في ذلك العربية . ويجيب على الاستبيان صحفيون محترفون ومحامون وعلماء وخبراء الإعلام والاجتماع في الدول المشمولة بالتصنيف ، وعلى أن تجري مقارنة الإجابات بمتابعات وتوثيق شبكة مراسلين للمنظمة في 130 دولة تعكف على رصد الانتهاكات ضد حرية الصحافة والصحفيين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق