منع عشرات الصحفيين من تغطية الاستفتاء وحجب وجهات النظر المعارضة للتعديلات

لندن – 22 أبريل/ نيسان 2019

تمكن المرصد العربي لحرية الاعلام من رصد 40 انتهاكا ضد حرية الصحافة والإعلام صاحبت عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مصر منها 34 حالة منع من التغطية كان النصيب الأكبر منها لصحيفة المشهد التي حرم 30 صحفيا فيها من مباشرة عملهم في تغطية لجان الاقتراع، إضافة إلى انتهاكات متنوعة أخرى.

وقد بدأت الانتهاكات منذ بداية اقتراح تعديلات الدستور ومناقشتها في البرلمان، وصولا إلى أيام الاستفتاء الثلاث بالخارج والداخل، والتي تنتهي في مصر اليوم الاثنين 22 أبريل فيما انتهت بالخارج أمس الأحد.

ووفق ما أمكن رصده، فقد أصدر النظام تعليمات موحدة تحت التهديدات الأمنية منذ فبراير \ شباط الماضي بتوجيه كافة البرامج والكتابات في اتجاه دفع المصريين للموافقة على التعديلات قبل الانتهاء منها في مجلس النواب الحالي وصولا إلى الاستفتاء.

كما رصدنا العديد من الحملات الصحفية والإعلامية والدعائية في المؤسسات الصحفية والإعلامية المملوكة للدولة، تبث وجهة نظر أحادية لصالح تأييد التعديلات، مع حجب كافة الآراء المناهضة والتعتيم الكامل على رموزها، وتخوين بعضهم في حملة تشهير واسعة أهدرت قيم ومبادئ استقلال الصحافة والاعلام.

وتقاعس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حسب رصدنا عن القيام بدوره المنوط به دستوريا في حماية حرية الصحافة والإعلام، والحفاظ على استقلالها وحيادها وتعدديتها وتنوعها، وتجاهل طلبا من قوى معارضة في 12 مارس \ آذار الماضي طالبت فيه بحصة متساوية في وسائل الإعلام تعبر فيها عن رفض التعديلات لكنه لم يستجب دون ابداء أي أسباب.

ووفق ما تأكدنا منه فقد تأخرت الهيئة الوطنية للانتخابات حتى ساعة متأخرة من مساء الجمعة 19 أبريل في إصدار التصاريح الخاصة بالصحفيين لتغطية الاستفتاء حيث لم يتمكن عدد من المراسلين فى المحافظات من الحصول على التصاريح الخاصة بهم.

كما منعت هيئة الانتخابات أكثر من ٣٠ محررا بصحيفة المشهد من تغطية الاستفتاء، بحسب بيان رسمي من الصحيفة، رغم تقديمها كل الأوراق المطلوبة في مواعيدها الرسمية ومن بينها خطاب من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام

وميدانيا، رصدنا في اليوم الأول احتجاز كارنيه الصحفي محمد على من “بوابة الأهرام” لحين قيامه بتصوير أعمال الاستفتاء خارج لجنة مدرسة الخطيب الخاصة بعين شمس

ومنع أفراد شرطة مع بداية الاستفتاء في الداخل السبت الصحفية سحر عربي من صحيفة” المصري اليوم” من دخول لجنة النادى الأهلى ولجنة كلية التربية الرياضية أمام برج القاهرة بزعم أنها تعليمات القضاة.

واحتجزت في نفس اليوم جهات التأمين الشرطية الصحفية منال مهران بجريدة “الأسبوع” داخل لجنة مدرسة الشهيد أبو شقرة بالمقطم لمدة ساعة لقيامها بالتصوير بزعم عدم وجود تصريح من الهيئة الوطنية للانتخابات، كما منع الصحفي عز الدين عبد العزيز مراسل الأهرام فى أسوان من دخول اللجان رغم وجود تصريح من الهيئة الوطنية للانتخابات.

كما تعددت الانتهاكات بالمنع من التغطية والمتابعة من الصحفيين غير المقيدين بنقابة الصحفيين في المحافظات وذلك حتى اليوم الثاني في الداخل.

وراجت أنباء غير مؤكدة عن منع صحفيين بإذاعة بي بي سي البريطانية من التغطية فضلا عن التضييق على الصحفيين الأجانب في ممارسة حقهم في التغطية، لكن لم يتسن لنا توثيق المعلومات بعد.

ويعرب المرصد عن إدانته لتلك الانتهاكات، واستمرار السلطة في خنق حرية الصحافة، وحجب الحقيقة عن المواطنين، وحرمانهم من المناقشة الحرة للتعديلات الدستورية، ومعرفة الآراء المختلفة، التي تمكنهم من اتخاذ القرار الصحيح، كما يؤكد المرصد أن هذا القمع لم يمنع وصول بعض جوانب الصورة عبر منابر الإعلام الجديد ( صفحات السوشيال ميديا) التي يواصل النظام محاربته لها وإغلاقه للمزيد من صفحاتها ومواقعها، وقد تمكن المواطنون النشطاء من تعويض غياب الإعلام الحر عبر استخدام هواتفهم الذكية لنقل الكثير من مشاهد اللجان والانتهاكات التي نقلتها وسائل إعلام تبث من خارج مصر.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق