“أحمد أبو زيد” يكتب: فارس الصحافة وفارس القضاة والعدالة الغائبة

فارس الصحافة.. ذلك الشاب الثلاثيني الذي عرفته سلالم نقابة الصحفيين مدافعا عن كل زملائه من مختلف التيارات والألوان، كما سخر قلمه للدفاع عن الحرية ونافح به عن العدالة.
 
لم يتوان يوما عن نصرة مظلوم أو السعي لإنصافه، وقف مدافعا عن حرية الصحافة واستقلال النقابة ضد تغول السلطة، وأسس حركة “صحفيون من أجل الإصلاح”، التي كانت رأس السهم لتيار الاستقلال النقابي.
 
حسن القباني ذلك الشاب الثلاثيني الذي كان في طليعة الصحفيين الذين نزلوا إلى ميدان التحرير، مطالبين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وتشهد له منصات التحرير بذلك، يدفع اليوم ثمن موقفه في قبر انفرادي في سجن العقرب مع كل الثوار الذين واجهوا استبداد مبارك.
 
يرافقه في محبسه 8 صحفيون يتعرضون للموت البطيء، والتصفية الجسدية والنفسية بسبب مواقفهم الرافضة لعودة الديكتاتوريين الذين لفظتهم إرادة الشعب.
 
القباني.. ذلك الفارس الذي كان يوما ما مدير لحملة نقيب الصحفيين الأسبق ضياء رشوان، في مواجهة مرشح مبارك مكرم محمد أحمد، نسيه “رشوان” ونسيه التيار الناصري الذي كان للقباني عمود أساسي في إحدى صحفه “الكرامة”، التي قاد حسن عبرها معارك مع الزند وتيار القضاة التابعين للنظام، وسخر صفحاتها دفاعا عن تيار الاستقلال ورموزه؛ أملا في أن تكون العدالة بر النجاة لوطن تتلاطمه أمواج الديكتاتورية والفقر والقمع الممنهج.
 
المفارقة اليوم أن الحر حسن القباني الذي دافع عن القضاء واستقلاله إبان حريته، لا زال ينافح عنه، وعن رموزه الأحرار، وهو في قيوده في أقبية الموت في العقرب حيث كان أول كتبه “فارس القضاة- المستشار يحيى الرفاعي”، شهادة تقدير لفارس العدالة الذي قضى مدافعا عن استقلال العدالة لتكون معبرة عن روح القانون، لا عن هوى النظام، ليدفع القباني ورفاقه ثمن غياب هذا الاستقلال سنوات من أعمارهم خلف القضبان، حتى يأتي اليوم الذي تستقيم فيه العدالة ويعود الوطن إلى رحابها.
 
القباني.. صاحب القلم النزيه الذي لم يتاجر به يوما، كفارس القضاة يحيي الرفاعي الذي ضحي بالمناصب وكرسي الوزارة وقال الحق في حضرة الديكتاتور مبارك، بأن مصر تحتاج إلى قضاء مستقل لينقذها مما وصلت إليه، ولو سمع مبارك حينها نصيحته لخرج من قصره مكرما، ولكن الصمم الذي أصاب مبارك قاد إلى ثورة 25 يناير، والصمم الذي أصاب الديكتاتور اليوم حتى بات لا يسمع الغضب المكتوم في الزنازين وحولها سيطيح به قريبا.
 
حسن القباني المتخصص في الشأن القضائي والحقوقي، كان من أكثر الصحفيين المصريين متابعة للحالة الحقوقية المصرية منذ سنوات، إضافة إلى اهتمامه الشديد بالعمل النقابي في أوساط الصحفيين.
 
ولا يفوتنى في ختام مقالي أن أشد على يدي الفارسة النبيلة السيدة الفاضلة آية علاء، زوجة حسن، التي وقفت صامدة تنافح عن زوجها وحقه في الحياة، وقادت نضال زوجات المعتقلين في مقبرة العقرب، مدافعة عن حقهن في الحياة، ولا ريب أن أسرة الفارس كلها تستحق الإشادة، فهم صناع البطولة وكلهم يستحقون التكريم.
أحمد أبو زيد
باحث حقوقي متخصص في حرية الاعلام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق