المرصد العربي لحرية الإعلام يرفض تهديدات السيسي ضد حرية الصحافة

اقلام مقيده في مصر

10 مايو، 2014

تابع المرصد العربي لحرية الاعلام الحوار الذى جرى بين المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي وأكثر من عشرين من رؤساء تحرير الصحف المصرية القومية والحزبية والخاصة وبحضور نقيب الصحفيين، والذي دار حول أفكاره ورؤاه لحكم مصر، لكنه لم يتطرق لمقتل عشرة من الصحفيين والصحفيات على أيدي رجال الجيش والشرطة منذ 3 يوليو وحتى الآن، وقد تضمنت جلسة الحوار التي تجاوزت الساعات الأربع المزيد من التهديدات الواضحة (والمرفوضة) من السيسي ضد حرية الصحافة وحرية التعبير دون أن يجد ردا من الحاضرين الذين يفترض فيهم الدفاع عن مهنتهم وعن حريتهم.
ويسجل المرصد على هذا اللقاء الملاحظات التالية:-
1- أنه كان أقرب لجلسة تلقين يحدد فيها السيسي من الحاضرين ما هو المرغوب وما هو الممنوع وليس حوارا بالمعنى المعروف، في عودة سريعة لعصور القمع والإستبداد التي عاشتها مصر لستة عقود.
2- أن رؤساء التحرير المشاركين لم يطرحوا الأسئلة التي ينتظرها الشارع، والتي سبق لهم أن طرحوها في الانتخابات الرئاسية السابقة بكل حرية وجرأة، كما أنهم لم يجرؤوا على رد أي تهديدات من السيسي ضدهم وضد مهنتهم.
3- أن السيسي بدا معاديا لحرية الصحافة بشكل واضح حين دعا وسائل الإعلام لعدم التركيز على قضايا مثل حرية التعبير وحقوق الإنسان والمطالبة بالإصلاح الديمقراطي
4- أن السيسي عبر عن رؤيته لدور الإعلام مختذلا إياها في مجرد الحشد والتعبئة لسياساته ورؤاه تماما كما كان العهد دوما في ظل الحكم العسكري الشمولي الذي إمتد منذ العام 1952 وجاء السيسي ليصل ما انقطع منه، كما أنه حذر رؤساء التحرير مما وصفه بـ “تخويف الناس” وتغطية الموضوعات التي “تخلق شكوكا وبلبلة في المجتمع” ودعاهم لعدم تشجيع المظاهرات والكتابة عنها لأن ذلك من وجهة نظره يخيف السياح الأجانب.
5- أن السيسي طلب بشكل واضح من رؤساء التحرير الإمتناع عن شن حملات إعلامية ضد المسئولين، وإعطاء الحكومة فرصة للعمل والإنجاز، وان يكون نقدهم همسا لاعلنا!!!.
6- أن السيسي الذي دعا في جلسته إلى الشفافية لمواجهة التقارير السلبية هو أول من يعادي هذه الشفافية ويطارد برجاله مصابيح الحقيقة من المحررين والمصورين الميدانيين الذين فقد بعضهم حياته على أيدي قواته إعلاء للشفافية وبحثا عن الحقيقة.
7- أن السيسي بدا عدوا للديمقراطية بشكل عام، وردد مقولات الرئيس المخلوع حسني مبارك ورئيس وزرائه أحمد نظيف وهي أن الشعب غير مهيأ بعد لممارسة الديمقراطية، وزاد عليهم بأن مصر تحتاج ربع قرن حتى تصل إلى الديمقراطية رغم أن ثورة يناير حققت قفزة كبرى في مجال التطور الديمقراطي التي جاء هو بانقلابه ليعيدها الى نقطة الصفر.
8- زعم السيسي أنه سيتخلى عن السلطة لو ثار الشعب ضده وطلب منه التنحي، وها هو الشعب يثور فعلا ضده ويطالبه بالتنحي وعودته مع جيشه لثكناته، ولكنه يقابل هذه المطالب الشعبية بالرصاص والخرطوش والحبس الخ.
9- الملاحظة الأهم في هذه الجلسة هي صمت رؤساء التحرير الذين بلعوا ألسنتهم جميعا، والتي سلطوها من قبل كثيرا على كبار المسئولين وعلى رأسهم رئيس الدولة المنتخب ولم يتعرضوا لأي أذى حين عاشت مصر عصرا ديمقراطيا، بينما لم يتمكنوا من الرد على السيسي سواء في حضوره أو حتى في مقالاتهم لاحقا.
10- إن سكوت رؤساء التحرير على تهديدات السيسي ضد حرية الصحافة والتي لم تتوقف عند حدود التهديد بل انتقلت الى ممارسة يومية بملاحقة وقتل الصحفيين في الشوارع هو جريمة بحق المهنة وبحق الحرية لن يغفرها لهم التاريخ.
11- -أن رؤساء التحرير الذين شاركوا في هذا اللقاء قد ارتكبوا جريمة مهنية بجلوسهم مع مرشح واحد ، وهم بالتأكيد لن يجلسوا بالهيئة ذاتها مع المرشح الآخر، ما يعني انحيازا مكشوفا لصالح أحد المتنافسين، وإخلالا بحق القارئ في تلقي المعلومات بحيادية .
وختاما فإن المرصد يؤكد رفضه القاطع لتهديدات عبد الفتاح السيسي لحرية الصحافة والتعبير، ويناشد كل أنصار الحرية في العالم التدخل لإنقاذ الصحافة المصرية، والصحفيين المصريين الذين يتعرضون للقتل والتنكيل اثناء تأدية مهامهم، كما يطالب أصحاب المهنة بمواجهة هذه التهديدات حفاظا على حريتهم ومهنتم ومستقبلهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق