د . حسن على محمد يكتب: رمضان‏..‏ شهر الانتصارات والفشل الذريع‏!‏

ارتبط شهر رمضان في التاريخ الاسلامي بالانتصارات الكبري وفي التاريخ الحديث والمعاصر بانتصارات العاشر منه الموافق‏6‏ أكتوبر‏1973,‏ ارتبط باسترداد الأرض والكرامة وتحدي التحدي‏,‏ الا أن صناع الإعلام من جهة وكهنة وزارة التربية والتعليم من جهة ثانية‏,‏ أبوا إلا أن يجعلوا من رمضان عنوانا للفشل الكبير‏,‏ فشل في إدارة امتحانات الثانوية العامة وفشل في الإبداع عبر الشاشات المصرية‏,‏ ظهر بوضوح في برامج المقالب‏,‏ في الأفكار الإعلانية‏(‏ سلعا او خدمات‏)‏ في الأفكار الدرامية حيث الفشل في تقديم شاشة ثرية مليئة بالابهار وتقنيات حديثة نراها في الانتاج الدرامي السوري رغم ظروف صعبة يواجهها المنتج السوري‏.‏
هذا الفشل في الإبداع, فضحته الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وتقارير جمعية حماية المشاهدين عن( حالة الإعلام في رمضان), تبدي الفشل بوضوح في ملف الإعلانات الذي احتوي علي افساد للذوق العام وخدش لحياء المشاهدين وضعف في الابداع وانتشار الافكار الاعلانية المسروقة وسقوط اخلاقي تبدي في اعلانات القصور والكمبوندات الفاخرة ومعها تتوالي اعلانات طلب التبرعات كأن مصر بلد ضربها العوز والفاقة كما ضربت هيروشيما بالقنابل الذرية!, تبدي السقوط الأخلاقي في اعلانات التبرعات بالاصرار علي استغلال الأطفال المرضي ونشر صورهم, ولا حجة بموافقة ذويهم علي الظهور امام مخالفات صريحة لقوانين وقواعد الإعلانات في العالم.
رمضان هذا العام حمل لنا مسلسلات بها أخطاء فنية واخراجية واقتباسات من مقدمات البرامج الاجنبية فضحتها تقارير جمعية حماية المشاهدين ومواقع اليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعي..مثلا يقدم مسلسل الأسطورة محمد رمضان باجره المليوني ومجتمعا لا يحكمه القانون, ومصريين حولتهم الواسطة والغش الي وحوش..ومسلسل الكيف الذي يقدم دروسا مجانية للمراهقين ومشاهد التدخين يتحدي بها صندوق مكافحة الإدمان ووزيرة التضامن.
رمضان هذا العام شهد سقوطا أخلاقيا في برامج المقالب التي تجاوزت كل القواعد المهنية والأخلاقية و(بعثرت كرامة عدد من الفنانين) علي الهواء بدعوي التسلية ومقابل آلاف من الدولارات الكفيلة بتسكين غضب الفنان الضحية للمقلب وكافية لموافقته علي بث الحلقة وما تحويه من( بهدلة).
اذن حال الاعلام( زي ما أنت شايف) فماذا عن التعليم؟؟ ومهزلة الثانوية العامة هذا العام؟؟
لقد شهد وما زال رمضان أكبر مهزلة في تاريخ الثانوية العامة…, ودولة بقضها وقضيضها لم تستطع منع تسريب الامتحانات الي الطلاب قبيل الموعد المحدد في فضيحة من العيار الثقيل, بل هو تحد شرس لمؤسسات الدولة كلها واثبات عجزها وهوانها علي المسربين الذين لا خلاق لهم.
كيف تعجز دولة صنعت انتصار اكتوبر عن وقف هذه المهزلة؟ كيف يتجاوب مع التسريبات أولياء الامور ويسارعون الي دعم هذه التسريبات اللعينة؟ كيف غابت الضمائر؟ كيف يتورط فيها موظفون كبار بالوزارة لإسقاط الوزير المسكين؟ كيف نامت عنهم أعين الأمن الذي يحسب علي المعارضة أنفاسها؟ كيف سخر المسربون من الأمن المصري وأجهزته؟؟
تسريبات الثانوية العامة فاضحة, كاسحة, ماسحة لنظام تعليمي فاشل…, علي الدولة أن تبحث عن بديل له, وعلي وزارة التسريبات( التعليم سابقا) البحث عن صيغ جديدة للتقويم, عار علي الدولة المصرية أن تفشل في انجاز امتحان الثانوية العامة ويتعرض الامتحان في بعض المقررات للإلغاء..!, عار علي وزارة بأكملها لم تنجح في ضبط الامتحانات عند حدها الأدني, أهي مؤامرة لضرب الاعلام والتعليم وهز الثقة فيهما؟ اذن كيف تغرس الدولة الأخلاق؟ وكيف يثق الناس في النظامين التعليمي والإعلامي؟؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق