على عابدين مصور صحفي يواجه الحبس عامين في قضية «الدفاع عن الأرض»

نقلا عن البداية

«سيأتي النور حينما نؤمن به».. كلمات كتبها وآمن بها علي عابدين، المصور الصحفي الشاب، قبل أن يصدر حكم محكمة جنح قصر النيل، اليوم السبت، بحبسه عامين مع الشغل والنفاذ، في اتهامه ضمن 51 شخصًا بالتظاهر في 25 أبريل بمنطقة وسط القاهرة، وإثارة الشغب، والتجمهر بدون ترخيص، والتحريض ضد مؤسسات الدولة.   في 25 أبريل، حيث مظاهرات دعت لها قوى مناهضة لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي بموجبها تنازلت مصر للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير، وقعت انتهاكات عدة في حق الصحفيين والمصوريين من قبل الشرطة، حيث ألقي القبض على أكثر من 50 صحفيًا.

وبينهم علي عابدين، المصور في صحيفة «الفجر»، فور اقترابه من محيط نقابة الصحفيين، حيث استوقفته قوات الأمن، فقدم لهم أوراق هويته، بطاقة الرقم القومي وتفويض صحيفته بتغطية المظاهرات المتوقعة «فما كان من الأمن إلا أن اعتدى عليه بدون سبب، وقبضوا عليه واستولوا على ما كان معه من معدات تصوير، وتم ترحيله لمكان غير معلوم»، حسبما يقول زملاؤه في الجريدة، وذلك قبل أن يتم نقله إلى معسكر الجبل الأحمر والتحقيق معه في النيابة.   بعدها، قدمت صحيفة «الفجر» إلى النيابة ما يفيد بأن علي عابدين يعمل مصورًا صحفيًا لديها، وتم تكليفه بتغطية المظاهرات، إلا أن ذلك لم يقنع جهات التحقيق بالإفراج عنه مثل عدد من المتظاهرين ممن أخلي سبيلهم آنذاك.

يقول عبدالرحمن سليم، زميله بالجريدة، عن «علي» إنه «لا يُتقن في حياته سوى معرفة أنواع الكاميرات، وأرقام الشاتر المختلفة ووظائفها، وتظبيط فتحات العدسات، يعشق الكاميرا حد الجنون، شأنه في ذلك شأن كل المصورين الصحفيين».

عاش «بيكا»، الذي لا يتجاوز سنه 23 عامًا، أغلب عمره في السعودية قبل أن يعود إلى القاهرة قبل 3 سنوات، ويرى أنه أكثر «شخص مهموم ومخنوق»، في حين يرى أن أصعب قرار يأخذه في حياته هو أن «يحلق شعره».  أما رئيسه في قسم التصوير بموقع «الفجر»، مينا صلاح، فيقول عنه «كان لما بيصور صورة حلوة بيجي ياخد رآيي فيها، وكلامه كله كان بيتخلص حوالين مشاكل الشاتر والعدسات.. كان بيحب ينام في الموقع أكتر ما بينام في بيتهم، كان مسمي نفسه بيكا على اسم دبدوب اسمه بيكاتشو.. كان بيدور علي سكة النجاح ومش لاقيها .. لا فى دراسة.. ولا شغل.. بس كان بيحاول !».

عندما تطالع صفحة «بيكا» على «فيس بوك»، ستشاهد صورًا تجمعه مع أطفال وأصدقائه في العمل ورفاق مشوار حياته القصير، الذي انتهى بحكم السجن عامين، لا لشىء سوى أنه حاول القيام بمهام عمله بموجب تكليف من صحيفته. وبين ثنايا صفحته، ستلاحظ تدوينات شبيهة بما يكتبه بعضنا في لحظات الانكسارات والهزائم الشخصية، والانتصارات لحبه الأول (الأكل)، الذي يحرص أن جيدًا ومكتمل العناصر، حيث يقول: «أكتر حاجة بقت متحكمة في مودي الفترة دي هي الأكل، بزعل لما أبقى جعان ومكسل أعمل أكل، بزعل وأقعد جنب التلاجة لو مفيهاش حاجة تتاكل.. ممكن أفرح بعصير بطيخ، ساعتها ممكن أحب الشخص ده ولو فيه عيوب الدنيا كلها، اهتموا بالأكل شوية وانسوا الدايت».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق