خواطر أحمد عبد العزيز “المعتقلة”

بقلم ياسر عبد المنعم سليم

في دفتر صغير، كتب أحمدعبدالعزيز خواطر قصيرة لزوجته ولابنتيه، مهنئاً إياهن بعدد من المناسبات التي فاتته وهو ليس برفقتهن: السنة الهجرية الجديدة، العودة للمدارس.
أودع أحمد كذلك في الدفتر بضعة من قلبه، كأب محروم، تجاه زوجة مكلومة، وابنتين ليس لهما إلا هو.
تساند أحمد على رفيقي زنزانته، لتلقي الزيارة الدورية المعتادة، وهو يخبيء مشاعره في دفتره، فتشه السجان، فاستخرج الخواطر الخطيرة، وقرر أن يسجن مشاعره في دفتره، وإحالة الدفتر للإيداع.
رأته زوجته قادماً عليها تكاد عينه تفيض من الدمع حزناً على الدفتر المعتقل، وقد تضخم الورم أسفل الكلية، وجلس يحاول أن يتلو عليها من الذاكرة بعض ما ادخره لها ولابنتيه، وحكى لها ما كان من أمر الدفتر، وتغالب على آلامه الظاهرة وقال إنه كان يريد ان يحتفظ بدفء لحظة فاضت بما يحسه تجاههن لعلهم يتصبرون، وان يتلوه عليها كما كتبه.
كان يتحدث والحرس يحيطون به، ويلوحون له مهددين بالإيداع في زنزانة التأديب لجرأته على محاولة تهريب مشاعره إلى خارج الزنزانة، وشغلته عن تهديداتهم آلامه التي تقبض بعنف على كليتيه، وتلك الحصوات اللعينة التي يزداد حجمها يوماً بعد الآخر بلا رحمة، والتي استدعت نقله لمستشفى السجن، بعد أن سقط على الأرض يستصرخ الرفاق أن ينادوا السجان لنقله للطبيب، الذي أخبره أنه بحاجة إلى عدة جراحات عاجلة، مع ضرورة الالتزام بالعلاج، العلاج الممنوع من الدخول له.
وفي القضية التي يحاكم فيها أحمد وعشرات الصحفيين ، أخلى سبيل كل من حلّ موعد تجديده، باستثناء أحمد و #حسام_السويفي ، المعتقلين معاً من على سلم نقابة الصحفيين ، أثناء تغطية وقفة احتجاجية ضد قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
لايزال الزميل #أحمدعبدالعزيز يأمل في #نقيب_الصحفيين Abdelmohsen Salamaعبدالمحسن سلامة خيراً، ولايزال عنده أمل في مجلس النقابة، أن يتحرك باتجاه قضيته، إن لم يكن لحقه في الحرية ، فلحقه في الحياة.
يبلغ الزميل أحمد عبد العزيز زوجته أن ينتظروا إعلان وفاته في السجن بين لحظة وأخرى، ويطلب أن يسامحه كل من كان بينه وبينه خصومة ، وأن يدعو له من يحمل له خيراً.
لا أدري كيف سيشعر كل من في رقبته مسئولية حياة زميل؟ هل يمكن أن تسمح لهم ضمائرهم باحتضان أبنائهم لكي يبثوهم مشاعر كتلك التي حُرمت منها ابنتا احمد؟ هل سيحمدون الله أن مكنهم من تلقي علاج محروم منه أحمد ؟ هل يمكن أن يحميهم أحد ممن يتقربون إليه إن أرادهم الله بسوء أو أرادهم برحمة؟ هل لديه رد يقولونه لله يوم العدل إن سألهم عنه، بأي ذنب اعتقل وقُتل؟ ماذا فعلوا لإنكار منكر وإحقاق حق ورد ظلم؟
حسبه وحسبنا الله ونعم الوكيل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق